موقع الكاتب الفلسطيني زياد عبد الفتاح 
 
 �������       29/5/2023�         21:06

عبد الشكور يعود عن قراره
الثلاثاء 25/7/2006م    01:41ص
سوف تكون الصين القوة العظمى القادرة على إعادة التوازن أو على إصلاح  الخلل الفادح الذي أحدثه 'اليعاقبة'  او المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الامريكية منذ أعلنت واشنطن نفسها قوة عظمى واحدة ووحيدة في العالم!

وعلى امتداد السنوات السود التي دفعت بالرئيس 'جورج بوش دبليو بوش' الى سّدة الحكم او الرئاسة، فإن ثمة جنون عظمة مبعثه اعتقاده، بولاية إلهية على الأرض، معزّزة بوصاية فكرية يهودية أحكمت الخناق على صناعة القرار الأمريكي، وقادته الى الحرب على افغانستان، ثم على العراق،بحجة ان كلا البلدين وبخاصة العراق خطر على الولايات المتحدة ويهدد أمنها وأراضيها وحدودها!!

لقد ساق الرئيس' بوش' وعصبته وبطانته ومنظّروه كل الحجج المزيفة، والوثائق الكاذبة، والشهادات البائسة، التي كان يسهر على' فبركتها' المعارضون العراقيون في ' المنفى' والذين كان معظمهم يعملون بشكل مباشر او غير مباشر لمصلحة المخابرات المركزية او البريطانية، أو أية مخابرات أخرى ترتبط بهذه أو تلك. ولقد اقتحم الامريكيون وحلفاؤهم العراق واحتلوه في زمن قياسي، مسقطين في طريقهم ما كان آيلاً أساساً للسقوط وهو النظام الاستبدادي الذي أعلن الرئيس السابق 'صدام حسين' عبره حربه على العراق والعراقيين والعرب والعالم أجمع!!

في مثل هذه الظروف الكارثية يطل منظّر ' اليعاقبة' شارلز بيرل، ليعلن أن امريكا لا تستطيع العودة الى الوراء، وان عليها  ان تواصل الحرب على الارهاب و' الدول المارقة' وعلى رأسها ايران حتى الغزو، وان اقتضى الأمر الاغارة بالسلاح النووي التكتيكي.

 هنا تبرز الصين مثل صمام أمان، ويصبح لتحالفها مع روسيا معنى مقتدراً في لجم العدوانية المغامرة حتى المقامرة باستخدام السلاح النووي الأمريكي أو الاسرائيلي او الأثنين معاً، وتقع اليابان في خلفية الصورة، وإن بدت مشاركة في الغزو على العراق، ذلك ان اليابان تدرك جسامة الضربات النووية تكتيكية كانت او غير تكتيكية ، فهي الوحيدة من بلدان العالم  التي انكوت بنارالقنبلة الذرية الأمريكية في هيروشيما وناكازاكي.. في ذلك الوقت لم يكن السلاح النووي تطورالى ما هو عليه الآن.

وأتصور ان على الصين في الدرجة الاولى ومعها روسيا مسؤولية الوقوف  بحزم في وجه تيار المحافظين الامريكيين الذين قد يقامرون بحرب او بضربات نووية، أظن ان روسيا الخارجة من تجربة الاتحاد السوفيتي  الفاشلة،لديها ما يعنيها على استذكار ازمة الصواريخ السوفيتية  في كوبا ' خليج الخنازير' يوم كادت ان تنشب حرب نووية تنهي تاريخ البشرية. في ذلك الوقت كان هناك زعيم على قدر كبير من الفطنة والقدرة على التجاوز هو الرئيس الامريكي'ادوارد كينيدي' الذي استطاع ان يقود الأزمة المتسارعة نحو صدام نووي، الى مفاوضة دبلوماسية أثمرت حلاً جنب العالم كوراث وويلات، وربما انهياراً للنظام البشري بأكمله.

الآن يوجد النقيض تماماً 'جورج دبليوبوش'،ويجب على العالم وفي مقدمته الصين وروسيا وقف شروره ونزعاته التدميرية.. اما أوروبا فهي ما تزال تحسب الخطى حتى لا تسمى من جديد عجوزاً، تستحق اطلاق الرصاص عليها فوق أخمص الرأس ومركز الذاكرة.. الصين ليست بلداً وانما قارة، ونظام اجترح المزاوجة بين الرأسمالية والشيوعية على نحو يثير الاحترام والاعجاب والسحر، هذا هو سرها واعجازها معاً

* * *

  قال: تتحدث كثيراً عن المرأة، وتحادثها هكذا علناً، قد تثير حفيظة الآخرين، قد يتهمونك ويرجمونك.

 قلت: أتحدث لانني أحب المرأة وأحترمها، والحوار الرائق معها يكون عادة الأحلى والأكثر عمقاً وانسانية، شرط ان لا يتحول الى حوار مشاحنة او مماحكة، عندها يخرج الحوار ويكون نكداً..

قال: ها أنت تناقض نفسك ! تقول انك تحترم المرأة وفي الوقت نفسها لاتطيق نكدها.

قلت: لا أطيقه ولكنني اتحمله وأحترم رأيها وشجاعتها.. لقد كانت الأكثر انتخاباً ونشاطاً واقبالاً على الممارسة

الديمقراطية!

احترمها على الرغم من ان نتيجة الانتخابات جاءت نكدا..أليس أبشع النكد ان لايقبض الموظف مرتبه؟!

 

* * *

   قال: وبعد ؟!

    قلت: مثلما قال الشاعر:' كل نساء العالم يتساوين

                                               لكن امرأة واحدة هي أمّي'

ولأن المرأة أمي فاني أحب المرأو وأحاورها، وانحني وأرفع لها القبعة احتراما ، وأنادي بأن تكون وزيرة متميزة ووزيرة أولى وحتى رئيسة، وكل ما يعوضها عن نكد الرجال.

* * *

   مالَ عليّ قال وكله خجل يتفصد من جبينه:

  - فقط خمسون .. لاأريد أكثر وموعدنا المرتب، أليس المرتب بقريب؟!

  قلت:

     - لو كنت أملك كنت رتبت الرواتب كلها.. أخ لو كان لدي مئة كنت أعطيتك خمسيناً.. اسمع لدي عشرة تعال نشتري علبة سجائر عشرة لك وعشرة لي ندخّنها على كيفنا.. أما الخبز فقد سمعت ان عبد الشكور صاحب ' السوبرماركت' إياه قد مرض ابنه مرضاً شديداًً ونذر إن شفي ليسلّفن سبعين موظفاً من درجة مديرC   وحتى درجة  عاشرة، خبزاً وزعتراً و زيتوناً و بعضاً من الجبن، على الرغم من أنه في الاسبوع الماضي قرر ان لا يسلف احدا..ً لقد حدثت المعجزة بأسرع مما قدر الأطباء وشفي الولد. هيا نسرع لنشتري السجائر من بقالة أخرى، حتى لا يظن عبد الشكور ان بنا ' بَطَراً' فلا نستحق التسليف.

 وقال أيضاً:

   - ما علينا أكاد اموت شوقاً الى سيجارة.. هذا القهر والهوان لا يفلّه سوى لفافة تبغ تهدئ من جريان دمي الغاضب. لفافة أشعلها بأنفاسي، أو بلهب رصاصة من ممتشق لرشاش يذبحك من الوريد الى الوريد، بعنجهيته وجهله وفوضاه.

* * *


إخفاء الكل
||
عرض كافة التعليقات
عدد التعليقات (0)
التعليقات مملوكة لأصحابها ولا تعبر عن رأي الموقع
لا يوجــد تعليقـــات

عنوان التعليق
الاسم
البلد
التعليق
500





هذه الصور هي التسلسل الزمني للتاريخ للكاتب زياد عبد الفتاح
وهي ملك لصاحبها ولا يحق لاحد التصرف باي ماكان من هذه الصور